التخطيط والتنمية السياحية
مفهوم التخطيط السياحي
لم يتبلور مفهوم التخطيط السياحي بشكل واضح ومحدد إلا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تطورت حركة السفر الدولية بشكل سريع وكثيف، وتزايدت أعداد السياح إلى جانب تنوع أشكال السياحة والاستجمام، وتعددت المناطق السياحية واختلفت وظائفها وخصائصها. أدى ذلك إلى زيادة الاهتمام بالسياحة والأنشطة السياحية، وظهرت الحاجة لضبط وتوجيه هذه النشاطات للحد من آثارها السلبية على المجتمع والبيئة، وتحقيق أقصى درجات النفع الاقتصادي.
التخطيط السياحي هو نوع من أنواع التخطيط التنموي، وهو مجموعة من الإجراءات المرحلية المقصودة والمنظمة والمشروعة التي تهدف إلى استغلال واستخدام أمثل لعناصر الجذب السياحي وتحقيق أكبر منفعة ممكنة، مع متابعة وضبط الاستغلال لإبقائه ضمن الحدود المرغوبة.
تعريف التخطيط السياحي
التخطيط السياحي هو رسم صورة تقديرية مستقبلية للنشاط السياحي في دولة معينة خلال فترة زمنية محددة. ويتطلب ذلك حصر الموارد السياحية لتحديد أهداف الخطة السياحية وتحقيق تنمية سياحية سريعة ومنتظمة من خلال إعداد وتنفيذ برنامج متناسق يشمل فروع النشاط السياحي ومناطق الدولة.
لا يقتصر التخطيط على الجهات الرسمية فقط، بل هو برنامج عمل مشترك بين الجهات الحكومية، القطاع الخاص، الأفراد، والمجتمع المضيف.
أهمية التخطيط السياحي وأهدافه
يلعب التخطيط السياحي دوراً أساسياً في تطوير النشاط السياحي، إذ يوفر إطار عمل منظم لاتخاذ القرارات في إدارة الموارد السياحية. يساعد على توحيد جهود الجهات المسؤولة، ويقلل من الازدواجية في القرارات والأنشطة، مما ييسر إنجاز الأهداف.
أهم مزايا التخطيط السياحي:
- تحديد وصيانة الموارد السياحية والاستفادة منها بشكل مناسب.
- ربط القطاع السياحي بالقطاعات الأخرى لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
- دعم اتخاذ القرارات التنموية مع مراعاة الظروف السياسية والاقتصادية.
- توفير المعلومات والبيانات اللازمة للدراسات والتخطيط.
- زيادة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وتقليل السلبيات.
- رفع المستوى السياحي للمناطق المتميزة والمتخلفة سياحياً.
- وضع الأسس المناسبة لتنفيذ الخطط والسياسات.
- الاستمرارية في تقييم التنمية وتحسينها.
المستويات المكانية للتخطيط السياحي
- المستوى المحلي: تفاصيل التوزيع الجغرافي للخدمات السياحية، شبكات الطرق، مناطق الجذب، النقل، والخدمات التكميلية.
- المستوى الإقليمي: بوابات العبور، السياسات السياحية الإقليمية، برامج التسويق، والتدريب.
- المستوى الوطني: التخطيط السياحي على مستوى الدولة بأقاليمها كافة.
- المستوى الدولي: خدمات النقل، التعاون بين الدول، والترويج السياحي المشترك.
التنمية السياحية ومكوناتها
التنمية السياحية هي توفير التسهيلات والخدمات لإشباع حاجات ورغبات السياح، مع إحداث تأثيرات إيجابية مثل فرص العمل والدخل.
عناصر التنمية السياحية:
- عناصر الجذب السياحي: طبيعية (كالجبال، الغابات) وصناعية (متاحف، مواقع أثرية).
- النقل: بري، بحري، وجوي.
- أماكن النوم: فنادق، موتيلات، بيوت ضيافة.
- التسهيلات المساندة: إعلانات، إدارة سياحية، بنوك.
- البنية التحتية: مياه، كهرباء، اتصالات.
أهداف التنمية السياحية
- اقتصادية: تحسين ميزان المدفوعات، خلق فرص عمل، زيادة الدخل والإيرادات.
- اجتماعية: توفير ترفيه للسكان المحليين، إشباع رغباتهم.
- بيئية: الحفاظ على البيئة ومنع تدهورها.
- سياسية وثقافية: تعزيز التواصل بين الشعوب وتطوير العلاقات بين الدول.
أشكال التنمية السياحية
- تطوير المنتجعات السياحية: مواقع توفر خدمات ترفيه واستجمام متكاملة.
- القرى السياحية: نموذج بسيط للحياة الطبيعية، مشهورة في أوروبا.
- منتجعات المدن: دمج النشاط السياحي مع الاستخدامات الحضرية.
- منتجعات العزلة: صغيرة الحجم ومخدومة بعناية في مناطق نائية.
- السياحة الحضرية: سياحة في المدن الكبرى، مع التركيز على المواقع التاريخية.
- سياحة المغامرة: تستهدف مجموعات ترغب في تجربة التقاليد والمناظر الطبيعية.
- سياحة الرياضات البحرية: تعتمد على البحار والأنهار لممارسة الرياضات.
الاستنتاجات والتوصيات
- ضرورة استخدام السياحة كوسيلة لتنمية إقليمية متوازنة.
- تطبيق مبدأ التخطيط السياحي لتحقيق التكامل والتنمية المستدامة.
- نشر الوعي السياحي من خلال الإعلام للحفاظ على البيئة والتراث.
- تبسيط الإجراءات الجمركية لتشجيع السياحة والاستثمار.
- دعم الاستثمار السياحي عبر تشريعات وحوافز مناسبة.